تحتوي قصص الأنبياء على الكثير من التعاليم والمواعظ لنا لأنها تبقينا على اطلاع بأخبار أسلافنا من الأمم.
لهذا السبب قررنا تكريس هذا المقال لقصة النبي يونس مع الحوت.
جدول المحتويات
قصة النبي يونس مع الحوت

أرسل الله تبارك وتعالى نبيه يونس عليه السلام إلى أهل نينوى في مدينة العراق.
وكان ذلك في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. قبل الميلاد، لذلك دعا يونس شعبه لعبادة الله وحده الذي لا شريك له.
رفض قومه اتباعه وإطاعة وصايا الله، فأطعمهم يونس وأخبرهم أن عذاب الله
يأتي إليهم في غضون ثلاثة أيام، وعند حلول اليوم الثالث خرج يونس عليه السلام من مدينة قومه.
وكان ذلك قبل أن يأذن الله له بالخروج، وبمجرد أن غادر يونس مدينة أهله بدأ خبر العذاب.
واقتربت منهم طليعة الهلاك، الأمر الذي أصابهم بخوف شديد، وكانوا على يقين من أن ما جلبه يونس معه هو الحق من الله.
وأن دعائه قد ظلمهم، وسيقع عليهم ذلك العذاب، كما أصاب من قبلهم من الأمم.
في ذلك الوقت، اعتقد أهل يونس أنه لا يمكنهم الهروب من هذا العذاب إلا باللجوء إلى الله.
وأن يؤمنوا بما دعاهم أن يفعلوه وأنهم سيستغفرون الله ويتوبون عن كل ما سبقهم من شرك وآثام وعصيان.
ثم صعدوا إلى أعالي الجبال وناشدوا الله، والله الرحمن الرحيم منهم فقط ببلهم توبتهم.
ورفع عنهم العذاب، لأنهم كانوا صالحين ومخلصين في توبتهم وإيمانهم، وابتعد عنهم العذاب.
فعادوا إلى بيوتهم سالمين، متمنين أن يعود يونس إليهم. ليعيش بينهم ويعلمهم ما أعطاه الله له.
بعد أن ترك يونس شعبه، انطلق ووجد سفينة وركبها، وبعد أن أبحر واستلقى في وسط البحر،
احتدم البحر وتحطمت الأمواج وحاصرت السفينة وأصيب الجميع بالذعر. قال بعضهم
اضطررنا إلى رفع الحمولة عن السفينة، فقاموا بإلقاء كل شيء، وكان الأمر لا يزال خطيرًا، لذلك قرروا إلقاء القرعة فيما بينهم ؛
يلقون في البحر من وقع اليانصيب، واليانصيب كان على يونس، لكن أرواحهم اختلفت معه ؛
وجدوا أنه كان شخصًا حسن الخلق، فدخلوا اليانصيب مرة أخرى، ووقع اليانصيب عليه أيضًا.
فكرروا القرعة للمرة الثالثة وخرجت له أيضًا، حتى علم يونس أن هناك خطة من الله وراءها، وأدرك خطيئته.
لأنه ترك شعبه دون طلب مساعدة الله للذهاب أو قبل السماح له بالذهاب.
ألقى بنفسه في البحر واستسلم للأمواج.
يونس في بطن الحوت
بعد أن ألقى يونس بنفسه في البحر، ألهم الله الحوت أن يبتلعه ويطويه في بطنه.
دون أن يأكل لحمه أو يكسر عظامه. بقي يونس في بطن الحوت، ويقطع الحوت طريقه عبر الأمواج ويغرق في الأعماق.
يسير في الظلمة، واحدًا فوق الآخر، يضيق صدره، ويلجأ إلى الله بدعوته المألوفة
{فصرخ في العتمة أن لا إله إلا أنت فسبحان لك إني كنت من الأشرار} (الأنبياء 87).
وهنا رد الله يونس أن عليه السلام وألهم الحوت أن يرميه في الساحل.
كان يونس عليه السلام هزيلاً وضعيفاً، فكان الله سبحانه وتعالى عطوفاً عليه ونبت عليه شجرة يقطينة.
لذلك بدأ يونس يتغذى من ثماره ويلجأ في ظله حتى عادت صحته واستمر في شكر الله على ما أعطاه إياه.
ثم أوحى الله ليونس أن يعود إلى قومه بعد أن أخبرهم بإيمانهم وأنهم ينتظرون عودته.
ليعيش بينهم ويدعوهم إلى الله ويعلمهم ما علمهم. عندما عاد يونس إلى قومه،
وجد أنهم قد تخلوا عن عبادة الأصنام وعادوا إلى الله تائبين وتائبين.