المدخنون الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب الشديد عند الإقلاع عن التدخين هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين بسبع مرات من أولئك الذين يستمرون في التدخين. هذا ما أشار إليه الباحثون في الإصدار الأخير من لانسيت. يقترح الباحثون أن النيكوتين يؤثر على المناعة ضد الاكتئاب. أظهرت الدراسات السابقة أن النيكوتين المطبق على الجلد يمكن أن يكون علاجًا فعالًا مضادًا للاكتئاب.
وجد الباحثون أن المرضى الذين أقلعوا عن التدخين كان لديهم تكرار أعلى من المتوسط لنوبات الاكتئاب الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين لم يتعرضوا لنوبات اكتئاب متكررة في سنوات عديدة كانوا أكثر عرضة مرتين للعودة إلى التدخين مثل أولئك الذين لم يصابوا بالاكتئاب.
لقد وجدت العديد من الدراسات السريرية والوبائية ارتباطًا بين التدخين والاكتئاب الشديد وبين الاكتئاب وعدم القدرة على الإقلاع عن التدخين. تضمنت هذه الدراسة 100 مدخن يدخنون أكثر من 20 سيجارة في اليوم ولديهم تاريخ من الاكتئاب الشديد. بالإضافة إلى ذلك، لم يتناول المشاركون مضادات الاكتئاب لمدة ستة أشهر على الأقل. استمرت الدراسة لمدة شهرين بعد الإقلاع عن التدخين، وبحث الباحثون لمعرفة ما إذا كان الاكتئاب الشديد قد عاد. تم فحص حالة التدخين عن طريق فحص مستويات النيكوتين في الدم.
من بين 100 مشارك، تابع الباحثون 42 حالة ناجحة للإقلاع عن التدخين و 34 مشاركًا عادوا إلى التدخين أثناء الدراسة. وجد أن 13 مشاركًا أقلعوا عن التدخين واثنان من المدخنين عانوا من تكرار الإصابة باضطراب الاكتئاب الشديد بعد الإقلاع عن التدخين. كان خطر تكرار الاكتئاب الشديد هو نفسه في الأشهر الثلاثة الأولى. لم يزداد خطر تكرار الاكتئاب فجأة بعد أن أقلع المشاركون عن التدخين، بل كان هو نفسه طوال فترة الدراسة.
إذا كان الخطر أكبر في الأسابيع القليلة الأولى بعد الإقلاع ثم انخفض إلى المستويات الطبيعية، فيمكن اعتبار الاكتئاب كعرض آخر للإقلاع عن التدخين، مثل الغضب أو القلق. يعرف بعض المدخنين الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب بالفعل أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يتسبب في عودة اكتئابهم وبالتالي يخشون الإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، قد يكون العلاج المستمر بمضادات الاكتئاب بديلاً أفضل من الاستمرار في التدخين، على الرغم من أنه لم يُعرف بعد ما إذا كان الدواء سيمنع الاكتئاب من العودة بعد الإقلاع عن التدخين.