أظهر بحث جديد أن الأولاد الذين شربوا الحليب الغني بالبروبيوتيك كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. يبدو أن الحليب الغني بالبروبيوتيك من النوع “Lactobacillus” يمكن أن يقلل من الالتهابات الشائعة، وخاصة عند الأطفال الأطفال في رياض الأطفال هذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه العدوى. شارك في هذه الدراسة ثمانية عشر مركزًا للرعاية النهارية في فنلندا وتم نشر النتائج في أحدث إصدار من المجلة الطبية البريطانية.
خطر إصابة الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي لدى الأطفال في رياض الأطفال أعلى بمقدار 1.5 – 3 مرات من الأطفال الذين يعيشون في المنزل. تؤثر بكتيريا البروبيوتيك أيضًا على الوضع الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء كما أنه يؤثر على جهاز المناعة.
تُعرف بكتيريا بروبيوتيك Lactobacillus Rhamnosus GG (المعروفة باسم LGG) بتأثيراتها الطبية الموثقة جيدًا.
من المعروف أيضًا أن هذا النوع من البكتيريا يؤثر على جهاز المناعة عن طريق زيادة نشاط البلعمة لخلايا الدم البيضاء (وزيادة قدرة الأجسام المضادة على التهام البكتيريا الغريبة). تساعد هذه البكتيريا أيضًا على التعافي من الإسهال الذي يمكن أن تسببه بعض الفيروسات، بالإضافة إلى تقليل الإسهال الذي يمكن أن يسببه بعض المضادات الحيوية.
وتجدر الإشارة في هذه المرحلة إلى أن غالبية الأبحاث المتاحة حتى الآن حول بكتيريا البروبيوتيك لم تدم طويلاً.
تم إجراء هذا البحث، الذي نعمل عليه حاليًا، على مدار فصل الشتاء وعلى مدى سبعة أشهر للتحقيق في آثار الحليب عالي البروبيوتيك على التهابات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي لدى الأطفال في أماكن الرعاية.
كانت الدراسة عشوائية مزدوجة التعمية (تجربة لا يعرفها المشاركون أو يؤدونها خوفًا من أخطاء متعمدة) وتضمنت مجموعة ضابطة تلقى أعضاؤها حليبًا لا يحتوي على البروبيوتيك. من بين 571 طفلًا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين سنة وست سنوات، تلقى 282 حليبًا مدعمًا بـ LGG و 289 آخرين بالحليب الخالي من الكائنات الحية المجهرية. خلال التحقيق طُلب من أولياء أمور الأطفال الإبلاغ عن الأعراض المتعلقة بالجهاز التنفسي مثل الحمى والبرد والتهاب الحلق والسعال وصعوبة التنفس وآلام الأذن بالإضافة إلى الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء. وجع بطن. كما طُلب من الآباء تسجيل المدة التي غاب فيها هؤلاء الأطفال عن مرافق الرعاية بسبب المرض.
أظهرت النتائج أن الأولاد الذين تناولوا الحليب مع إل جي جي فقدوا رعاية أقل (4.9 أيام مقارنة بـ 5.8 يوم في المتوسط للأولاد الذين تناولوا الحليب الآخر)، بالإضافة إلى انخفاض في عدد حالات الالتهاب في التهابات الجهاز التنفسي بنسبة 17 وانخفض عدد التهابات الجهاز التنفسي بنسبة 19٪ من استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهابات الجهاز التنفسي في المجموعة المستقبلة لـ LGG.
ولخص الباحثون النتائج على الرغم من تواضعهم، إلا أنها يمكن أن تكون ذات أهمية طبية واقتصادية لنظام صحة المجتمع، حيث تزداد مقاومة الجسم للمضادات الحيوية وتزداد الحاجة إلى بدائل للوقاية من التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال. البروبيوتيك بسيط ومريح وليس له آثار جانبية.
ويضيف محرر المجلة أنه لا توجد إجابة محددة حول ما إذا كانت بكتيريا البروبيوتيك تمنع المرض لدى الأطفال، لذا يمكن التوصية باستخدامها على المدى الطويل، ولكن هناك أدلة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تمنع التهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي لدى الأطفال الأكثر عرضة للإصابة مثل أولئك الذين يعيشون في رياض الأطفال أو في البلدان النامية. يبدو هذا البحث إيجابيًا، ولكن هناك حاجة لمزيد من البحث في هذا المجال