نتائج الريجيم, قد تحتاج لوقت حتى تؤثر على صحتنا!

مقدرة التغذية الصحيحة تساهم في الوقاية من أمراض القلب، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يجب عرض نتائج النظام الغذائي على الفور.

في دراسة نُشرت في الإصدار الأخير من المجلة الطبية البريطانية، حلل العلماء نتائج 27 دراسة سابقة نظرت في التدخلات الغذائية وفحصت إلى أي مدى حالت هذه التدخلات دون احتشاء عضلة القلب وفشل القلب والسكتة الدماغية والذبحة الصدرية وأمراض الأوعية الدموية. وكذلك جراحة المجازة أو حتى الموت نتيجة أمراض القلب.

أدت جميع التدخلات التي تهدف إلى تقليل كمية الدهون المشبعة من خلال النظام الغذائي إلى انخفاض كبير في أمراض القلب. هذه الحقيقة ليست جديدة، لكن هذه الدراسة تظهر أن التدخلات في النظم الغذائية على مدى عامين أو أكثر كانت أكثر فعالية وأفضل من حيث نتائج النظام الغذائي.

تعتبر هذه الدراسة في غاية الأهمية بسبب قلة عدد الدراسات التي قارنت أنواعًا مختلفة من التدخلات الغذائية. أيضًا، من المعروف أنه من الصعب إجراء تغييرات طويلة الأجل في العادات الغذائية، حيث تحب شركات الأدوية تمويل الأبحاث في الأدوية التي تصنعها، ولكن لا توجد مصادر تمويل للبحث في التغذية.

هناك حقيقة مثيرة للاهتمام وهي أن إحدى الدراسات التي تم فحصها كان من الممكن أن تغير نتائج الدراسة بشكل جذري، ولكن في النهاية تقرر عدم تضمينها في النتائج النهائية. وذلك لأن النتائج الإيجابية كانت مرتبطة بحقيقة أنه بالإضافة إلى تقليل كمية الدهون المشبعة في النظام الغذائي اليومي، فقد تم أيضًا زيادة كمية زيت السمك. لعب زيت السمك، الغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، دورًا فعالاً للغاية في الحد من مخاطر واحتمالات الإصابة بأمراض القلب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن جمعية القلب الأمريكية نشرت مؤخرًا توصيات بشأن ضرورة إدراج وجبة من زيت السمك في القائمة مرتين في الأسبوع.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أنه لم يكن من الممكن الادعاء أو الاستنتاج بأن نتائج التدخل الغذائي لدى الرجال والنساء كانت متشابهة، حيث أن القليل من الدراسات طويلة المدى شملت النساء. ومع ذلك، يمكن الافتراض أن النساء اللاتي يعانين من الأمراض يمكن أن يستفدن ويتمتعن بتقليل الدهون المشبعة على المدى الطويل في نظامهن الغذائي

ليس من المستغرب أن يستغرق الأمر عامين لملاحظة نتائج النظام الغذائي، حيث يتعلق الأمر بإصلاح الضرر الذي تسببه عادات الأكل غير السليمة على مدى سنوات عديدة. يُنصح الأشخاص المهتمون بنظام غذائي صحي للقلب بالذهاب إلى خبراء التغذية والتشاور معهم. من الضروري الحد من تناول المنتجات الغنية بالدهون المشبعة وتناول الأطعمة قليلة الدسم، وضرورة التقليل من تناول اللحوم وزيادة كمية الخضار والفواكه التي يتم تناولها. يعد النشاط البدني المستمر أيضًا أمرًا حاسمًا لنجاح العلاج.

Scroll to Top