شباب إنها المرحلة الثانية في حياة الطفل. يخضع لتغيرات فسيولوجية شديدة. لكن على عكس المرحلة الأولى عندما كان طفلاً، فهو يدرك التغييرات التي تحدث له ويواجهها في الواقع. إن خصائص المراهقة في بعض النواحي هي نفسها لكل صبي وفتاة. لكنها ليست هي نفسها أو موحدة في وقتها وطبيعتها. هناك من يعاني من التغيرات الفسيولوجية المميزة للمراهقة في بداية هذه المرحلة وهناك من يعاني منها في وقت متأخر. من المهم ملاحظة أنه لا يوجد ارتباط بالضرورة بين التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها فتى أو فتاة مراهقة والتغيرات النفسية والسلوكية التي يمرون بها في نفس الوقت. يجب على الأولاد والبنات التكيف مع الخصائص المختلفة للمراهقة، أحيانًا معًا أو في بعض الأحيان بمفردهم. من الناحية الفسيولوجية، يتناقص وقت المراهقة بشكل مطرد. يتناقص أحيانًا من جيل إلى جيل، لكنه يتناقص اليوم بشكل أسرع. في الماضي، إذا بدأت مرحلة المراهقة في سن 15-16، فهناك من يزعم اليوم أن هذه المرحلة تبدأ في سن 10-12. والسبب في ذلك يكمن في ظاهرة السمنة المنتشرة بشكل خاص بين الفتيان والفتيات في المجتمعات الغربية، وتؤدي إلى النضج الفسيولوجي المبكر، فضلاً عن حقيقة أن الأولاد والبنات هم الآن في مرحلة النضج الجنسي المبكر نسبيًا.
بلوغ الانتباه إلى المظهر الخارجي لا يحدث فقط في مرحلة المراهقة، ولكن بمعنى ما يشكل جوهر المراهقة. يعود السبب الرئيسي وراء إيلاء الكثير من الاهتمام الفسيولوجي لهذا الجيل إلى التغييرات التي يقوم بها الأولاد والبنات من الأطفال إلى البالغين، وهو التغيير الذي يأتي مع اليقظة الفسيولوجية التي تسمح بوجود نشاط جنسي وتمكنهم من تكوين أسرة اقامة اليوم. في مرحلة المراهقة، يتغير مظهر الأولاد والبنات بشكل كبير. في هذا العمر، يبلغ طولهم 25 في المائة، أي حوالي 40 في المائة من وزنهم النهائي (بافتراض أنهم لا يغيرونه بشكل طبيعي أو غير طبيعي) ويعانون من تغيرات فسيولوجية أخرى. تعاني الفتيات المراهقات من تغيرات كبيرة مثل توسع الوركين، وظهور حب الشباب، والجلد الدهني، ونمو الثديين، ونمو الشعر في منطقة العانة، والإبطين والساقين، كما يلاحظون ظهور البلوغ الجنسي. يتجسد هذا البلوغ بشكل أساسي في بداية الدورة الشهرية الأولى وإنتاج الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجسترون. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الشهرية الأولى تحدث اليوم عند الفتيات في سن الثانية عشرة ولا تظهر بانتظام إلا بعد مرور عامين. إذا لم يظهر حتى سن 14 عامًا أو لم يصبح منتظمًا بعد عامين من حدوثه، فيجب زيارة طبيب نسائي. يعاني المراهقون من تغيرات فسيولوجية مثل التغيير في نبرة الصوت، وبحة في الصوت، وحب الشباب، ونمو الشعر في منطقة العانة، والإبط، والصدر، والوجه، والقذف اللاإرادي أثناء النوم. يصاحب هذا البلوغ الجنسي تضخم في الأعضاء التناسلية وإنتاج الحيوانات المنوية وإنتاج الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون والأندروستينيون. تبدأ العملية الفسيولوجية للبلوغ عند الأولاد في سن العاشرة، وإذا لم تحدث قبل سن الرابعة عشرة، يجب استشارة الطبيب للتحقق من احتمالية وجود مشكلة معينة في عملية النمو.